الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

حوار مع مسيحي حول إنجيل متى 1

بينما كان العالم المسلم مسافرا في رحلة دعوية إلى إحدى البلاد التي ينشط فيها التبشير، وبينما كان جالسا في مقعده في الطيارة يقرأ آيات من القرآن إذ شده من كان قاعدا بجانبه في كثرة اجتهاده وانهماكه في تلاوة كتاب بيده فالتفت إليه الشيخ قائلا مرحبا فأجابه من بجانبه مرحباً .

وبعد عبارات التعريف والمجاملة سأل الشيخ ماذا تقرأ أجاب جورج : أقرأ إنجيل متى . أوه يا له من كتاب قال جورج أقرأته قال الشيخ مرات عديدة قال جورج وكيف وجدت قال الشيخ جيدا إلا في مواضع .


قال جورج وما هي . قال الشيخ أعطني ما في يدك فأعطاه جورج الكتاب "المقدس" ففتح الشيخ متى وقال لجورج انظر إلى هذا انظر إلى ما ابتدأ به متى إنجيله قال نعم هذا نسب المسيح قال الشيخ ألستم تقولون: أن المسيح ولد من مريم العذراء من غير أب فكيف نسبتموه إلى يوسف وسقتم في نسبه كل آباء يوسف ؟ فقال "جورج" إن من عادة اليهود أن يتنسب الرجل فيهم إلى أصهاره فلا حرج في ذلك عندهم , قال الشيخ: فهل كان المسيح مصاهرا ليوسف حتى ينتسب إليه لو صحت نسبة هذه العادة لليهود ؟ فقال لا ، ولكنه خطيب أمه قال الشيخ فهل من عادة اليهود أن يتنسب الولد إلى خطيب أمه ؟!! قال جورج لا، ولكن النسبة إلى يوسف الذي هو من ولد داود تجعل من يسوع ابنا لداوود وبالتالي يكون هو الأحق بالبشارات الواردة في الآتي من ولد داود والذي يملك عرشه قال الشيخ فهل يصح الكذب في النسب لأجل تلك البشارات إن النسب يا "جورج" هو انتساب الرجل إلى آبائه لا إلى غيرهم . قال جورج ألا يصح أن ينتسب الرجل إلى خطيب أمه على جهة التبني كما كانوا يقولون في زيد بن حارثة زيد بن محمد قال الشيخ لكنه كان معلوما أن نسب زيد إلى محمد صلى الله عليه وسلم كان معروفا أنه على جهة التبني في حين لا يشير متى إلى شيء من ذلك البتة .


قال الشيخ ثم ألا تلاحظ من خلال قراءتك أن النسب الذي ذكره متى يختلف عما ذكره لوقا، فإنجيل متى نسب المسيح إلى يوسف بن يعقوب وجعله في النهاية من نسل سليمان بن داود. أما إنجيل لوقا فنسبه إلى يوسف بن هالي، وجعله في النهاية من نسل ناثان بن داود عليه السلام . وبينما يذكر متى ستة وعشرين جيلا من يسوع حتى داود، يذكر لوقا واحدا وأربعين جيلا، فما سبب ذلك ومرده ؟ أجاب "جورج" إن الخطأ وارد في هكذا تفاصيل ولكنه لا يرد في الأمور الأساسية ! قال الشيخ أفلا تقولون أن الأناجيل كتبها رجال الله القديسون بإلهام من الروح القدس قال نعم ولكن في الأمور الأساسية لا في الفروعيات والتفصيلات قال الشيخ وما الدليل على ذلك وأن كتبة الأناجيل ممكن أن يخطئوا في التفاصيل دون الأصول وهل هذا إلا محض التقول والتخرص دون علم قال جورج ولكنه ضروري لنفهم الكتاب وألا يعارض بعضه بعضاً قال الشيخ كلا ، ولكنه هروب من الحقيقة وعدم الاعتراف بها، قال جورج وما هي الحقيقة ، قال الشيخ الحقيقة هي أن هذه الأناجيل كتابات بشرية ليست وحيا إلهيا فتعامل بمنطق العصمة . والدليل على ذلك أن أيا من أصحاب الأناجيل لم يدع العصمة فيما كتب، وإنما أخذ المسيحيون القول بإلهاميتها من قول بولس: تيموثاوس 16:3 " كل الكتاب هو موحى به من الله ".


قال الشيخ وانظر معي يا جورج في نسب المسيح باختلافه وتباينه وأجبني على سؤالي قال وما هو ؟ قال الشيخ كيف صح لكم أن تنسبوا المسيح - وهو إله في معتقدكم – إلى آباء بشريين ؟ قال جورج هو إله من جهة الروح لكنه بشر من جهة الجسد ؟ قال الشيخ فهل تستطيع أن تجد لي نصا في الإنجيل يدل على أن للمسيح طبيعتين إلهية وبشرية قال جورج لا يوجد نص في هذا ولكن فهم ضروري للتوفيق بين أفعال المسيح ؟ قال الشيخ ولم لا تقول إن التفريق بين طبائع المسيح هو طريقة للهروب من الحقيقة ؟ قال جورج وما هي الحقيقة قال حقيقة أن المسيح بشر رسول وليس إلها ورباً، وأن المسيحيين يوم ضلوا وقالوا بإلوهيته ورأوا تلك النصوص المتواترة في أناجيلهم عن المسيح والتي يتصرف فيها كما البشر ويمارس ما يمارس البشر فهو قد ولد وتربى كما يتربى الصبيان يرضع ويشرب ويأتي حاجته ويبكي ويفرح وينام وكل هذه الأمور أمور بشرية لا يمكن أن يتصف بها الإله لجأ القساوسة إلى هذه الحيلة حيلة التفريق بين المسيح بحسب الروح فهو إله، وبحسب الجسد فهو بشر، ولا أدري كيف غلب المسيح بحسب الجسد المسيح بحسب الروح فظهر في الإنجيل كإنسان يمارس حياته كما يمارسها سائر الناس فيأتي ما يأتون مما لا يعد عيبا ولا قبيحا ولا محرما .


قال جورج كلا، فكلامك غير صحيح وكلامك غير منطقي وهناك أدلة كثيرة تدل على ألوهية المسيح فلم ألغيتها لتأتي بهذا التحليل التآمري ؟ قال الشيخ إن الأدلة التي تتحدث عنها ستأتي مناقشتها واحدا واحدا فلا تعجل ولننتقل في حوارنا على حسب ترتيب متى ؟




قال الشيخ وهنا إشكال أرجو أن تجيبني عليه وهو النبوة التي ذكرها متى في بداية إنجيله والتي تتحدث عن عذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه "عمانوئيل" الذي تفسيره الله معنا ( متى 1:23 ) قال جورج وماذا فيها ؟ قال الشيخ: ألا يعتقد النصارى أن المراد بالعذراء هي مريم البتول قال نعم وبعمانوئيل هو المسيح قال نعم، قال الشيخ فلم لم تمتثل مريم للنبوة، وتسمي ولدها عمانوئيل بل سمته "يسوع" ولم لم يدعو الناس المسيح عمانوئيل بل دعوه يسوع بحسب الأناجيل ؟ ثم لماذا فسر متى عمانوئيل الله معنا في حين أن معناها العبري مع الله ف " ئيل " يطلقه اليهود على الله كما يقال إسرائيل أي السائر إلى الله ، سكت جورج، فقال الشيخ: .... يتبع في الحلقة القادمة .
بقلم المحرر


ليست هناك تعليقات: